ضيفٌ خلفَ الباب

by - مايو 24, 2019














ضيفٌ خلفَ الباب ..  





لم يزر ذاك الضيف الثقيل منزلنا ابداً،لكنني كنت اعرف الكثير عنه
 واسمع قصصاً كثيرة تخبرني عن سوءه
وقلبه القاسي،افعاله المدمره ونيته السيئه ..
يأتي لثواني معدودة ولكنه يترك اثراً يبقى لنهاية العمر..
يصنع من تلك الثواني ذكرياتٍ قاسية تقتحم حياتنا
وتباغتنا في اوقاتِ سعادتنا،
كنت قد جمعت عنه مايكفي من المعلومات واستعديت جيداً ليوم اللقاء
عدت ذات يومٍ الى المنزل،ورائحتي تفوح بعبق السعادة..
اتراقص على انغامها ولا ابالي بشيء 
حتى جاءت غيمةً سوداء فوق منزلي تحديداً،لم يكن لأحدٍ رؤيتها، فقط من في المنزل يستطيعون الشعور بها
كانت تلك الغيمة كثيفة بشكلٍ مريب ،لكن ماسقط منها كان قطرةً واحدةدويُّ ارتطامها وصل الى مشارق الارض ومغاربها
علمت حينها ان الضيف الثقيل قرر زيارة منزلي
وفي حين ما كنت ممسكةً بسلاحي اود مهاجمته وانا لا اعلم حتّى من اي بابٍ او اي نافذة سيدخل
سمعت صوت بكاءٍ يصاحبه كلامٌ غير مفهوم،هرعت الى مصدر الصوت
سقط سلاحي من يدي،وعلمت حينها انه لا توجد قوة في هذه الحياة تستطيع مجابهة هذا الضيف
الذي سرق من والدي روحه الغالية،وهرب بها مسرعاً
كان الموت هو الضيف الذي لا ينتظر منا دعوة،ولا يقبل منا عذر
يأتي في الوقت الذي يراه مناسباً،يأخذ بإرادتنا ما يريده منا ثم يذهب
ولا يلتفت الى البكاء والصراخ خلفه
هو لا يعلم انه يسرق منا نحن الاحياء لحظات السعاده الكاملة،فبزيارته تلك حُكم علينا ان نعيش انجازتنا
وفرحتنا ونجاحنا بشكلٍ ناقص الى ان يأتي اليوم الذي يزور فيه المنزل لأجلنا نحن.



You May Also Like

2 التعليقات

  1. خاطرة مؤلمة ، ألمها من كونها حقيقية جداً .
    شخصيا ً ، أجد أنه ليس الموت بحد ذاته ما يخيف ، لكن ما يسبقه من ألم ، أو ما يتبعه من فراق . أما فكرة الموت تبدو بحد ذاتها سلام أبدي ، أو ربما بداية جديدة لشيء لا ندركه .
    رحم الله والدك وأسكنه فسيح جناته .

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف